الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

الطاقة Energy


تخيل انقطاع التيار الكهربي عن منزلك أو مدرستك لمدة ساعة واحدة، واسأل نفسك هل تستطيع أن تزاول أعمالك علي النحو المعتاد؟، وستكون الإجابة بالقطع لا، فأنت محتاج إلي الإضاءة وإلي تسخين المياه وإلي تدفئة الغرفة وإلي حاسبك الشخصي وإلي الطابعة وغير ذلك كثير مما تحتاجه يعتمد بشكل مباشر علي الكهرباء التي تمثل أحد مصادر الطاقة، فما بالنا إذا امتد هذا التأثير إلي المصادر الأخرى، فإننا بلا شك مهددين بأن نعيش حياة تشبه إلي حد كبير حياة الإنسان الأول علي كوكب الأرض.

إذا فنحن نستخدم الطاقة لأداء أعمالنا سواء كانت هذه الأعمال بسيطة أو معقدة، فالطاقة تضيء لنا المدن وتمد المركبات ووسائل النقل بالقدرة اللازمة لها فأنواع الوقود المستخدمة في تسيير السيارات مثل البنزين والسولار وغيرها ليست سوي صور لاختزان الطاقة، كما أنها تدير الماكينات في المصانع وتلك المستخدمة في المزارع. أما داخل منازلنا فهي تنيرها وتكُيّفها بضبط درجة الحرارة حسب احتياجاتنا، بالإضافة إلي طهي الأطعمة والاستماع إلي الموسيقي المحببة لنا، هذا إلي جانب أنها تعطينا الصور التي نراها علي شاشة التليفزيون.

إذا فالطاقة تدخل في كل مناحي الحياة، إلا أن صور استخدامها تختلف من تطبيق لآخر، فعندما نأكل قوم أجسامنا بتحويل الطاقة المختزنة في الطعام إلي طاقة تمكننا من أداء أعمالنا، وعندما نجري فإننا نحرق الطاقة المستخلصة من الطعام بواسطة أجسامنا، أيضا عندما نفكر أو نكتب أو نقرأ فإننا نبذل شغلا، أي نستهلك طاقة.

كذلك السيارات والطائرات ولمبات الإضاءة والمراكب والماكينات، كل هذه المعدات تقوم بتحويل الطاقة إلي شغل، والشغل يعني تحريك أو رفع شيء ما، وربما كان يعني تدفئة أو شيئا آخر، وكل هذه الأمثلة هي أنواع مختلفة لبذل الشغل، ومن هنا يمكن تعريف الطاقة على أنها  "القدرة علي بذل شغل"

تعتبر الشمس هي المصدر الرئيسي لكل الطاقات الموجودة علي الأرض، فالطاقة الناتجة من الشمس توفر لنا الضوء أثناء النهار، إلي جانب أنها تجفف ملابسنا بعد غسلها ونشرها علي الحبال، وهي المسئولة عن نشوء الرياح، كما أنها تساعد النباتات علي النمو، والحيوانات إما تأكل النباتات أو تتصيد فرائسها حتى تمدها بالطاقة اللازمة لبقائها واستمرارها.
  
توجد الطاقة في عدة صور مختلفة، ومن هذه الصور الطاقة الكيميائية، والطاقة الكهربية، والطاقة الحرارية، والطاقة الميكانيكية، والطاقة النووية، هذا وتقسم الطاقة إلي نوعين رئيسيين هما:
1-     الطاقة المختزنة أوالطاقة الكامنة "Potential Energy"
2-    طاقة الحركة "Kinetic Energy"

لتفهم كلا النوعين يمكنك إجراء التجربة البسيطة التالية باستخدام القلم الرصاص :
ضع قلم رصاص علي حافة المنضدة ثم ادفعه بإصبعك نحو الأرض، في هذا المثال يعبر القلم المتحرك عن "طاقة الحركة".
التقط القلم من علي الأرض ثم ضعة ثانية علي المنضدة، ولتنفيذ هذا الإجراء تجد أنك استخدمت طاقتك في رفع القلم وتحريكه، فرفع القلم ووضعه علي المنضدة أضاف إليه طاقة، وباستقراره علي المنضدة أصبح لدي  "طاقة مختزنة أو طاقة كامنة".



بقلم د. م. محمد الخياط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق